[center]
ظاهرة الفقر .. معضلة تنذر بالخطر ..
يمشي الفقير وكل شيء ضده والناس تغلق دونه أبوابها, تراه مبغوضا مع أنه ليس بمذنب
يرى العداوة دون أن يرى أسبابها ....
حتي الكلاب إذا رأت ذا ثروة خضعت لديه وحركت أنيابها وإذا رأت يوما فقيرا عابرا نبحت عليه وكشرت أنيابها ....
وسط تزاحم الأحداث وهرولة الأيام إذا بشهر رمضان على الأبواب، لتجد الأسر نفسها أمام مأزق شديد؛ إذ غالبًا ما تعجز ميزانية الأسرة في رمضان عن الوفاء بمتطلبات أفرادها نظرًا لكثرة النفقات خلال الشهر الكريم، فبعض الأسر يكون كل همها شراء اللحوم والمكسرات والفواكه المجففة، وكميات مضاعفة من السكر والسمن والدقيق لحلوى رمضان اليومية، بالإضافة إلى مبلغ إضافي لولائم رمضان، وآخر لملابس العيد ونزهاته إلى غيره من هموم ميزانية شهر رمضان<< عجبا ثم عجبا !!!!
إخوتي وأحبتي :/
تذكروا أن هناك أسر تشعر بعجز شديد في توفير نفَقات هذا الشهر الكريم، مما يجعلهم في هم، وغم، وحزن، ولكن رحمة الله - عز وجل - لا تنساهم ، فجعل الله - عز وجل - لهم حقًّا على كل غني؛ كيلا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم.
إن الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله - عز وجل - إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لمن يشاء، والصدقة تطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماء النار؛
قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].
إن الفرصة التاريخية قادمة ومهيأة لكم؛ لتنالوا من البركات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرروا أنفسكم من الشّح، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان، ولا تتبرموا إن قصدوكم بالسؤال، وضعف الحال، فإسعاد هؤلاء الفقراء سبيل إلى رضوان الله والجنة.
فشهر رمضان شهر لتعزيز التراحم بين المسلمين، وهو بالنسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، مما أعطى الله الأغنياء، وفتح لهم من أبواب الرزق الواسع، والنّعم الكثيرة.
خير والإنفاق؛ حيث لا يجد بعضهم الفرْصة للاستفادة مما ينفقه المسلمون إلا في هذا الشهر الكريم؛ لأن بعض المسلمين لا يُخرج ماله إلا في رمضان، فهو شهر المسارعة إلى الخير، وفعل الطاعات، والإنفاق في سبيل الله.
وبعضهم يستقبل الشهر بالتوبة، والإنابة، والإقبال على الصلاة، والذِّكر، وقراءة القرآن، فهؤلاء نصيبهم من الخير كبير؛ لأن رغبتهم في عطف الأغنياء عليهم لا تنسيهم الحكمة من فرض الصوم، ولا تلهيهم عن ذكر الله وعن الصلاة.
يا ترى هل استعد أغنياء المسلمين لفقراء هذا الشهر الكريم؟
هل وضعوا خططهم ومشاريعهم الرمضانية لسد حاجة هؤلاء قبل حلول الشهر الكريم !
أسألكم بالله .. أن لا تتهاونوا في تقديم العون والمساعدة للمحتاجين، وإدخال السرور على الفقراء !
خلاصة القول :إن الله سبحانه وتعالى لابد أن يكون في عون العباد طالما كانوا عوناً لإخوانهم ،
وتلك هي الحكمة ومفتاح الإصلاح والصلاح في أبلغ صوره . ..
لأنهم فقراء
لأنهم أكثرشريحة منتهكة الحقوق في العالم
لأننا معهم وضد الفقر والبطالة